الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

‏"المشهد اليوم": اميركا وين مكان بلبنان ... والتكليف "عطاكن عمرو"‏

حدثان منفصلان يلتقيان عند مسار الضغط الدولي المتصاعد لتحقيق ‏الإصلاح في لبنان، سيلقيان بثقلهما على الساحة الداخلية هذا الأٍسبوع. ‏الأول مع انعقاد مؤتمر باريس الدولي بالشراكة مع الأمم المتحدة غداً ‏لاستكمال البحث في المساعدات الطارئة للبنانيين وحثّ السلطة ‏السياسية على الإقلاع عن لعبة التعطيل الهدّامة والإسراع في تأليف ‏‏”حكومة مهمة” تعمل على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، والحدث الثاني ‏يترقبه المتابعون خلال الأيام المقبلة من واشنطن حيث تواترت ‏معلومات عن اتجاه لإصدار حزمة عقوبات جديدة لن يكون المصرف ‏المركزي بعيداً منها، ربطاً بدوره في عرقلة التدقيق الجنائي ‏واستمراره في تغطية المنظومة السياسية الفاسدة، وصولاً إلى اتهام ‏مسؤولين في مصرف لبنان بلعب دور “مركزي” في تأمين “بعض ‏الخدمات” المصرفية لـ”حزب الله” المدرج على القائمة الأميركية ‏للتنظيمات الإرهابية.‏

فمن حيث لم يحتسب حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، دخلت ‏الولايات المتحدة بقوة على خط “التدقيق الجنائي” في حسابات ‏المصرف، موجهةً سلسلة رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى سلامة لا ‏تحتمل التموضع الرمادي: “إما معنا أو مع حزب الله”!‏

حكومياً، دخل تكليف الرئيس سعد الحريري يومه الحادي والأربعين، ‏ولا مؤشرات الى تَمكّن الحكومة الموعودة من سلوك طريق التفاهم ‏عليها بينه وبين الشريك في تأليفها رئيس الجمهوريّة العماد ميشال ‏عون.‏

وفي ظلّ هذا الجو، دخل لبنان في شهر كانون الأول، وهو كما هو ‏معلوم شهر يغلب عليه طابع العطلة والأعياد، التي ضاعت أصلاً في ‏المعاناة التي يكابدها اللبنانيون، الذين صاروا محرومين حتى من ‏الشعور ببهجة العيد، فهل تحصل معجزة تقود الرئيسين عون ‏والحريري الى جادة التفاهم، فيفرجان عن الحكومة، ويقدّمانها كهدية ‏تزرع لدى اللبنانيين بعضاً من الأمل بقلب صفحة المعاناة وفتح صفحة ‏الإنقاذ الموعود؟

‏ حتى الآن، لا توضيحات من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف حول ‏المانع الحقيقي لتفاهمهما، وحول ما يوجِب استمرار التخبّط في الملف ‏الحكومي، الذي بات يمثّل مصدر خيبة في كل الدوائر الدولية المهتمة ‏بلبنان، والفرنسية منها على وجه الخصوص، ومصدر إحباط كلّي ‏لجميع اللبنانيين الذين بات يجمعهم أمر وحيد، هو الخوف من أيام ‏صعبة مُقبلين عليها، تمهّد لها سياسة صمّ الآذان المتّبعة على حلبة ‏التأليف، عن تحذيرات خبراء الاقتصاد والمال من الداخل والخارج ‏بأنّ باب النهاية الكارثية يوشِك أن يفتح على مصراعيه، ويُفقد لبنان ‏واللبنانيين حتى قدرة الانحناء أمام نسمات هوائية، فكيف اذا كانت ‏رياحاً وعواصف هوجاء تهبّ عليهم؟!‏