الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أين لبنان اليوم؟

لايمكن لعاقل أن يتصور طبيعة الأمور التي وصل إليها حال الكثير من الشعب اللبناني في ظل أزمة خانقة على المستوى الإقتصادي ، ناهيك عن إنعدام الحلول على الصعيد السياسي كون السلطة المتحكمة بمصائر الناس لاتزال تبحث عن مصالحها فقط

وهناك في لبنان حيث يعيش الزعماء حياة مختلفة عن حياة جمهورهم ، يطفو على السطح أزمة معيشية حادة ، عنوانها فقدان السيولة قريباً بين يد المواطن ، وبالتالي مزيد من المعاناة التي تسهم في تدمير ما تبقى للإنسان الذي يقيم من أمل بتغيير أو حياة مقبولة

وبعيداً عن هذا لا يبدو بأن الخيارات الدولية المطروحة في لبنان تأخذ مسار التطبيق ، كون الصفقة الفرنسية وعلى الرغم من علاتها فشلت في تشكيل حكومة برئاسة مصطفى الأديب ، نتيجة تمسك حزب الله بمطالب التعجيز التي تخالف ماوقع عليه ممثله محمد رعد في قصر الصنوبر

‏ومن حق الجميع تذكير الرئيس ماكرون بأنه عندما اراد الفرنسيون التحرر من الفساد والحصول على حقوقهم وحريتهم خاضوا ثورة شعارها كان يتركز على ثلاثية الحرية والمساواة والاخوة من اجل حياة كريمة

واول اركان ثلاثية الثورة الفرنسية الحرية كان المدخل لتحقيق اهداف الثورة الاخرى ، وبالحرية يتحرر لبنان من إيران ، وليس بالمساعدات الانسانية ، كون الإحتلال الإيراني سبب لايزول بالقفز على معالجة النتائج نظرياً من قبل البعض

‏فعندما احتلت المانيا النازية فرنسا في الحرب العالمية الثانية وقامت حكومة بيتان في فيشي لم يطالب الفرنسيون والجنرال ديغول الحلفاء بمساعدتهم لمنع الفساد وبناء الاقتصاد ، بل طالبوهم بالمساعدة في تحرير فرنسا ، وبعد ذلك كان مشروع مارشال لاعادة اعمار أوروبا ، وهذا ما يجب أن يحصل في لبنان

وبين الشد والجذب لحلول غير منطقية ، تأتي الإستشارات النيابية الملزمة لتغطي على مؤامرة جديدة ، مفادها أن الحصص لكل زعيم أو تيار لابد أن تكون المعيار لنجاح التكليف والتأليف ، في ظل عزوف شعبي كامل عن متابعة هذا الشأن السياسي القائم على إستثمار الوقت إن لم يكن تضييعه

ومن يتكلم على آلية بعينها للتوافق والإتفاق بين الفرقاء ، يجب أن يتحدث أولاً عن المحور الإيراني الذي يقارب كل الواقع اللبناني من زواية ما تريده طهران فقط ، و بالتالي فإن إختيار رئيس جديد في أمريكا أو بقاء ترمب هو الهم الذي يسبق الإهتمام الإيراني الآن

ومهما كانت الفجوة بين الشارع والسلطة في لبنان ، فإن ثورة لبنان يجب أن تعود لتواكب مرحلة جديدة من فرض أولويات الناس في ظل جائحة كورونا التي لايمكن لنا أن نغفل الحديث عنها ، كون هذا الوباء يواجه الغباء داخل منظومة الحكم سيما في القطاع الصحي المنهار تماماً ، وتبعات كارثة مرفأ بيروت بكل آثارها السلبية .